ملف 005 ــ “ذاكرة للبيع … من يشتري؟!”
باعته لشراء خيمةٍ تؤويها هي وأسرتَها بعد قصف منزلها ولم تكن تريدُ ذلك …
لكن قسوة الواقع أجبرتها على بيع آخر ذكرى لها من أمها قبل أن ترحل …
كلما نظرتْ إلى يدها … شعرتْ وكأن جزءًا من قلبها قد سُرق …
كان تلبسه أمها وهي تطبخ .. وهي تعد الخبز الشهي .. وهي ترقيها على فراش المرض .. وهي تدعو لها بعد كل صلاة …
ذَهَبَتْ إلى محل المجوهرات وَوَقَفَتْ أمامَ الصائغ ..
طلبت منه أن يشتريه ولكنها طلبت منه على استحياءٍ أن لايلمِّع الخاتم..
نظر إليها الصائغ باستغراب .. باحثاً في عينيها ودموعها عن سببٍ لطلبها ..
تداركتْ الموقف وقالت: ” عليه طحين من خبز أمي …وبصمة دعائها .. ورائحة قهوتها .. لا تغسلهم 
“
خاتم أمها لم يكن مجرد ذهباً .. كان الأمان، كان الحكايات، كان اللمسات التي تواسي روحها.
اليوم… باعت ذاكرتها لتبقى، ولكن جزءًا من نفسها ضاع معها
بقلم/ بسمة زهير أبو جبارة
اقرأ أيضا
ملف 001 ــ تكنولوجيا لا تعرف الألم