ملف 001 ــ تكنولوجيا لا تعرف الألم

بينما كانت تجلس بين حجارة ـ كانت في يوم من الأيام بيتها – تعد طعام الغداء بما تبقى لديها من حفنات من حبات العدس .. وبينما كانت غارقة في تفكيرها كيف ستؤمِّن قوت يومها القادم .. قامت بتعديل وضعية القدر على الحطب ..

وقتها .. لم يخطر ببالها حرارة ذلك القدر التي لسعت يدها .. واحترق اصبعها.

استوقفها الألم عن التفكير .. ولكنها بعد برهة .. تذكرت أنها قد وصلتها رسالة لإستلام سلة غذائية كان تأمل أن تحظى بها لسد جوع أطفالها الذين استشهد والدهم.

وضعت سبابتها على مكان البصمة لتفتح شاشة الهاتف .. أدركت حينها ان الحرارة قد طمست ملامح البصمة التي وضعتها على هاتفها كي لا يعبث أطفالها في الهاتف وتنفد البطارية. ولسوء حظها كانت الوسيلة الوحيدة لفتح هاتفها..

بين لهب النار وركام الحلم، كانت تطهو وجعها بصمت.

ولأن البصمة احترقت … تعثرت كل الحكاية .

بقلم/ بسمة زهير أبو جبارة

#بصمة_تحترق_وتكنولوجيا_تصمت

#تكنولوجيا_لا_تعرف_الألم