ملف 007 ــ رغيف البقاء
ملفات محذوفة من الحياة في غزة
في ساحة بيتٍ متهالكٍ… جلست بثوبها الباهت .. ومنديلٍ يشهدُ على عمرٍ من التعب …
أخذت تنخل حفنةَ طحينٍ تسلَّل إليها السوسُ والدودُ … هو كلُّ ما تبقّى من كيسِ معونةٍ نَسيه الوقتُ، وابتلعته الرطوبةُ.
حفنةَ دقيقٍ لا تكادُ تكفي … تفوحُ منها رائحةُ العفن… ويزحف فيها الديدان لتقاسم أطفالها طعامهم …
لا تملك رفاهيةَ الرفضِ … ففيه فرصةٌ ، ولو كانت ضئيلة، أن تسكت جوعَ أطفالها …
تحاول أن تُنقِّي ما يمكن عجنُه دون أن يتقيأ قلبها…
تسرقُ من السوسِ والدودِ لقمةً لأولادها … ليسدَّ رَمَقَهم ويمنحهم يوماً آخرَ من الحياة …
بكفها ودمعها وفتاتٍ كان يسمى يوماً طحيناً … ناضلت لتمنح صغارها لقمةً تردُّ عنهم سكاكينَ الجوع…
بقلم/ بسمة زهير ابو جبارة
اقرأ أيضا
ملف 001 ــ تكنولوجيا لا تعرف الألم
ملف 003 ــ ضحكة معلقة في الهواء